العناوين

السر في تماسك الاقتصاد الأميركي!!!…

عدن(عدن السبق):

يتساءل كثيرون عن الأسرار الخفية وراء قوة الولايات المتحدة الأمريكية، وهيمنتها على العالم، برغم العديد من الأزمات التي عصفت بهذا البلد وآخرها جائحة كورونا.

في الواقع تُعد الولايات المتحدة أكثر شعب مستهلك في العالم، وتستورد الكثير من احتياجاتها من السلع والمنتجات من الخارج، كما تعتبر اليوم أكثر بلدان العالم مديونية، فقد تجاوزت ديونها سقف الـ 12 ترليون دولار، وهو رغم هائل جدا، لم يُعرف له التاريخ الحديث مثيل، ولن يتمكن هذا البلد في أي حال من سداد ديونه، ورغم ذلك ما زال هذا الاقتصاد متماسكا ومحافظا على تفوقه على بقية الاقتصاديات كأول اقتصاد عالمي بناتج محلي إجمالي يفوق الـ 18 ترليون دولار.

برزت الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية كبرى، هيمنة على الكثير من المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة، كمجلس الأمن الدولي وصندوق النقد والبنك الدوليين، والكثير من المنظمات العاملة في المجالات المختلفة، كما تمكنت من التأثير في القرار السيادي للكثير من الدول خصوصا دول العالم الثالث، وشهدت نموا اقتصاديا متسارعا وطفرة تكنولوجية.
لم تكن يومها من قوة في هذا الكون بإمكانها الوقوف في مواجهة النفوذ الأميركي على العالم غير الاتحاد السوفيتي، الذي عجزت قدرته العسكرية في كبح الهيمنة الأميركية،
بفعل إخفاقه على الصعيد الاقتصادي برغم ما يمتلكه من مؤهلات طبيعية باعتباره أكبر بلدان العالم وأغناها موارد وثروات، وما تبع ذلك من تفكك وانهيار.

وفي سياق سلوكها الانتهازي تمكنت الولايات المتحدة الأميركية من فرض عملتها المحلية (الدولار) كعملة عالمية، تستخدم في مختلف التداولات التجارية الدولية، وبهذه الطريقة تتمكن من نهب موارد وثروات وخيرات البلدان الأخرى، إذ تقوم الخزانة الأميركية بطبع المليارات من الدولارات بدون أي غطاء نقدي (ذهبي أو فضي)، حيث تُستخدم هذه الكميات من الأموال التي قيمتها المعنوية لا تساوي سوى قيمة الورق العادي في استيراد المواد الأولية والمنتجات الضرورية من البلدان الأخرى خصوصا بلدان العالم الثالت، إذ تُصار هذه الموارد المسروقة غطاءً نقديا للدولار منعا له من الانهيار، وبهذه الطريقة تتمكن أميركا من نشل ثروات غيرها من الدول بدون مقابل، والمحافظة على تفوق اقتصادها.

تُعد عملية استخدام العملات الأخرى في التداولات التجارية بين الدول جريمة في نظر الإدارة الأميركية، تستحق العقوبة عليها.
وقد مثّل إعلان روسيا والصين مؤخرا استخدام عملاتهما المحلية في التبادلات التجارية البينية، بادرة مهمة للتخلص من التبعية، وخطوة على سبيل تحرير العالم من الهيمنة الأميركية، حين باتت معظم دول العالم إقطاعية خاضعة للولايات المتحدة، تفتقر للسيادة على قرارها وأرضها.

يتطلع العالم اليوم للخلاص من العربدة الأميركية، ولن يكون ذاك الخلاص إلا برفض ومواجهة المشروع الاستعلائي لأميركا أينما وجد، والاصطفاف في معركة كبرى مع قوى الاستعباد، معركة تجري بوادرها في أوكرانيا ولن تتوقف بإذن الله إلا بقيام نظام عالمي جديد تتسيد فيه قيم العدالة والحرية والمساواة.

د. وليد ناصر الماس.

شاهد أيضاً

رئيس دولة الامارات يصل مصر

(عدن السبق)متابعات: وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم السبت إلى …