العناوين

دول الخليج والإخوان.. من المناصرة إلى الخذلان!!..

(عدن السبق):

د. وليد ناصر الماس.

باعتبار جماعة الإخوان المسلمين واحدة من أبرز جماعات الإسلام السياسي، فقد نمت هذه الجماعة وتوسعت بفضل الأموال الخليجية وعلى رأس ذلك الدعم السعودي اللا محدود.
لقد أنفقت دول الخليج مجتمعة عشرات المليارات من الدولارات في سبيل هذه الجماعة، لتمويل أنشطتها ليس في اليمن وحسب، بل وأيضا في مصر والعراق وسوريا والسودان وليبيا والجزائر وبلدان أخرى بمنطقتنا العربية، وفُتحت الحسابات المصرفية للجماعة وسخر الإعلام لدعمها، كما أقامت أعداد كبيرة من زعاماتها على أراضي هذه الدول، واُعتبرت هذه الجماعة السياسية حينها بالقوة السياسية الصاعدة السالكة لطريق الحق المبين، بينما خصومها علمانيين وكفار وملاحدة.

ثم انقلبت الآية اليوم فصارت جماعة الإخوان المسلمين في نظر الأنظمة الخليجية جماعة مارقة وخارجة عن الإسلام، وسخرت ذات الدول أموال طائلة للتصدي لمشروعها، وصودرت حساباتها وجُمدت أصولها، وأَيد خصومها، وشنت الاعتقالات في صفوفها، ودُعمت الثورات المضادة لها.
ما الذي دفع حكام الخليج لتغيير مواقفهم حيال الجماعة بهذا الشكل وإلى هذا المستوى، بعد عقود من دعمهم السخي؟..
أنها المشاريع السياسية الضيقة التي يحملها هؤلاء الحكام، مشاريع التفكيك والتخريب الموكلة إليهم من حلفائهم في العواصم الغربية.
إذ لا يوجد أي هدف ديني أو دعوي في حد ذاته بنظر حكام الخليج، ولكنها الأدوار المطلوب منهم تنفيذها، والتي تتغير لعوامل ظرفية وترتبط غالبا بمصالح وحسابات سياسية.

يظن بعض البسطاء من الناس في دول الخليج نماذج يُحتذى بها للمجتمعات المسلمة، ولكن من يعش هناك يدرك العكس، فقد أضحت مجتمعات ينخرها الفساد والانحطاط والتفسخ الإخلاقي، وذهبت أنظمتها مؤخرا للتطبيع مع العدو الصهيوني وانتهجت الفكر العلماني بشكل واسع النطاق، وتنكرت للإسلام وتعاليمه السمحة بصورة تثير الاستغراب، وذهبت إلى أبعد من ذلك لتثبت تبعيتها المطلقة للسياسة الغربية في كل شيء، فقد أقرت مؤخرا بعض هذه الدول قوانين تحمي حقوق الشواذ (المثليين والسحاقيات)، ومن المتوقع إن تتبع ذلك دول أخرى بمن فيها المملكة، تحت قيادة محمد بن سلمان الذي تعهد بتقليص نفوذ التيار المحافظ في بلده وانتهاج فكر أكثر اعتدالا على مختلف الأصعدة، وقد أبان في حديث له قبل أعوام أثار جدلا واسعا بين المحافظين، حين تحدث عن دور سعودي مقصود في تكريس فكر ما ظهر وقتها بإيعاز أمريكي، وأعرب عن استعداده للعوده ببلاده إلى سابق عهدها في التسامح والوسطية حد قوله.

خلاصة الكلام: تُهدر موارد البلدان العربية في معارك جانبية فارغة من خلال التآمر على بعضها، ولو أُنفقت هذه الأموال الطائلة في مجال التنمية البشرية والتصدي للفقر المدقع والجهل المروع والجوع البشع لخلقت واقع إيجابي ومغاير.
لن تنعم أمتنا العربية بالأمن والسلام والازدهار، إلا من خلال ثورة وعي عارمة، تقتلع جذور الاستعمار ووسائله.

شاهد أيضاً

انتقالي مديرية سيئون يدشن توزيع السلل الغذائية على الأسر المحتاجة في المديرية

(عدن السبق)متابعات: دشنت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية سيئون، مشروع توزيع السلال …