تحذيرات طبية من ثلاثة أمراض تزداد انتشارا في اليمن

  (عدن السبق)متابعات:

  حذرت منظمات طبية دولية واتحادات من ثلاثة أمراض يزداد انتشارها في اليمن في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام.

 

 

وذكرت شبكة بيو ميد سنتر (BMC) -وهي مجموعة متطورة من حوالي 300 مجلة تتقاسم الاكتشافات من المجتمعات البحثية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والطب- في دراسة نشرتها على موقعها الرئيسي على شبكة الانترنت وترجمها “الموقع بوست” أنها سجلت بين يناير 2014 وديسمبر 2016، 135 مريضاً بمرض السل المقاوم للأدوية.

 

 

مرض السل

 

وأوضحت أنه بعد برامج مقاومة العقاقير في أربعة مراكز رئيسية للسل في اليمن من أجل هذه الدراسة المستقبلية، بعد استبعاد 20 مريضاً، تم الإبلاغ عن نتائج العلاج لـ115 مريضا الذين حضروا سلسلة من المتابعات.

 

 

تقول بيو ميد سنتر إنها قامت بتقييم عوامل الخطر المرتبطة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة واستكشفت سوء إدارة السل في اليمن.

 

 

وقالت: “تم تحليل ما مجموعه 115 مريضاً بالسل المقاوم للأدوية من أربعة مراكز رئيسية للسل في اليمن. كان معظم المرضى بنسبة (35.2%) من مركز عدن. تم تسجيل نسبة نجاح بلغت (77.4%) لعلاج السل. من بين 115 مريضاً، كان (69.6%) قاوموا دوائين و(18.3%) قاوموا ثلاثة أنواع من أدوية و(12.2%) قاوموا أربعة أدوية. خلال مرحلة العلاج المكثفة، تم تسجيل 19 مريضاً (16.5%) حدثت لهم مشكلة واحدة على الأقل”.

 

 

وحثت BMC البرنامج الوطني لمكافحة السل في اليمن على صياغة إستراتيجيات جديدة للكشف المبكر عن السل المقاوم للأدوية والاستثمار في برامج جديدة لإدارة هذا المرض.

 

 

الدفتيريا

 

وفي دراسة أخرى لشبكة بيو ميد سنتر حللت هذه الدراسة التفشي المستمر لمرض الدفتيريا في اليمن وخاصة فشل النظام الصحي في ضمان تغطية التحصين والاستجابة لهذا التفشي.

 

 

وذكرت أنه تم تحليل بيانات من النشرات الأسبوعية لنظام الإنذار المبكر للأمراض والتي تحتوي على تقارير يومية عن الدفتيريا وتغطية التحصين في المنطقة، مشيرة إلى أنه تمت مراجعة عدد حالات الدفتريا والوفيات وتغطية التحصين من قِبل المقاطعة، بما في ذلك الدرجة التي تأثرت بها المقاطعة بالصراع باستخدام نظام تسجيل بسيط.

 

 

ووفقا للدراسة، فقد أكدت النتائج وجود علاقة بين تزايد حالات الدفتيريا وتغطية التحصين والصراع المستمر، لافتة إلى أنه تم الإبلاغ عن ما مجموعه 1294 حالة محتملة من الدفتيريا من 177 مقاطعة مع معدل وفيات قدره (5.6%) حوالي (65%) من المرضى كانوا من الأطفال دون سن 15 سنة ولم يتم تطعيم (46%) من الحالات ضد الدفتيريا.

 

 

وبحسب الدراسة، يزداد خطر تفشي المرض بمقدار 11 ضعفاً إذا كانت المنطقة تعاني من نزاع مستمر. في حالة وجود صراع، سواء كان ذلك في الماضي أو الحاضر، ينخفض خطر تفشي المرض بنسبة بسيطة إذا كانت تغطية التحصين مرتفعة.

 

 

وخلصت الدراسة إلى أن الصراع يدمر النظام الصحي في اليمن بشكل مستمر مع عواقب وخيمة على الضحايا والوفيات.

 

 

ودعت شبكة بيو ميد سنتر إلى تركيز الاستجابة الإنسانية على تعزيز الخدمات الصحية بما في ذلك إجراءات التحصين الروتيني لتجنب المزيد من تفشي الأمراض المعدية التي تهدد الحياة مثل الدفتيريا.

 

 

ناسور الولادة

 

يقول الاتحاد الدولي لطب النساء والتوليد، FIGO إن مليوني امرأة في المناطق منخفضة الموارد تعاني من ناسور الولادة، مشيرا إلى أن المرض يزيد حوالي 100 ألف حالة كل عام.

 

 

وناسور الولادة هو إصابة خطيرة أثناء الولادة ومشكلة ترجع إلى إهمال في مجال الصحة العامة وحقوق الإنسان، وهو مرض تسرب البول أو البراز والعيش في حالة من اليأس هو السبب في هذا وتقريباً واحدة فقط من كل 50 ممكن أن تحصل على العلاج.

 

 

الدكتورة بلقيس الجيلاني -التي تعمل في مستشفى الثورة في اليمن التي تعتبر من أكثر المناطق ضعفاً في العالم- هي متدربة في جراحة ناسور الولادة وتشارك قصتها هنا.

 

 

ووفقا للاتحاد الدولي لطب النساء والتوليد تقول الدكتورة: “هناك مريضة لن أنساها أبداً لبقية حياتي المهنية. كان الحي الذي تعيش فيه تم استهدافه بالصواريخ الجوية عندما كانت في فترة المخاض، لذا لم تتمكن من مغادرة منزلها”.

 

 

وتضيف: “حاولت الولادة في المنزل، لكنه كان هنالك عائق أمام الطفل. بقيت في المخاض لأكثر من 24 ساعة قبل نقلها عبر الطرق الخطرة إلى أقرب مرفق صحي ولكن الطفل مع ذلك الوقت كان قد مات”.

 

 

كانت مريضة أخرى تعاني من ناسور الولادة منذ سنوات، وأخبرتني كيف تفككت أسرتها وطلقها زوجها. شعرت بالخجل والعزلة. كانت تذهب للاستحمام عدة مرات في اليوم وكانت تستخدم العطور لتغطية رائحتها. كانت دائماً محرجة جداً من حضور المناسبات الاجتماعية والاحتكاك مع الآخرين. بدأت تشعر بالوحدة والاكتئاب وشعرت بعدم حب عائلتها.

 

 

وقال الاتحاد الدولي لطب النساء والتوليد إن وفيات الأمهات تعد معضلة مهمة لكن أيضاً معاناة الأمهات مهمة أيضاً، تدفع أمراض النساء، مثل الناسور، إلى هوامش المجتمع.

 

 

وأضاف الاتحاد: “يجب علينا أن نعطي المزيد من الاهتمام لهذه القضايا. يجب أن نضمن ليس فقط أن يعيش المرضى لدينا ولكن أن يعيشوا بشكل جيد”.

 

 

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن اليمن يعاني من عبء كبير من مقاومة الأدوية ونقص مقلق في طرق التشخيص المطبقة وأنظمة العلاج.

شاهد أيضاً

الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة عضو مجلس المستشارين المناضل الشيخ عبدالله بن ايدان

بعث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي