العناوين

لا يُُلدغ الشماليون من جحرٍ مرتين .!

  بقلم / مكرم العزب:

  في حرب صيف 1994م علي الجنوب, استخدم النظام-آنذاك – كل قوته العسكرية ونفوذه,ومرتزقته الجنوبين واستطاع أن يفرض سلطة الأمر الواقع ,لكن سرعان ما أتضح لذوي العقول من الشرفاء والوطنين بأن المنتصر في تلك الحرب كان مهزوما, وبعد الهزيمة مباشرة ,ولد من قهر المقصين والمهمشين ومن نهب الممتلكات العامة.والخاصة ومن أنات المظلومين الحراك الثوري السلمي ,الذي يدعو إلى فك الارتباط مع الشمال ليصبح فيما بعد تيارا جماهيريا عارما ,ومن زهو وغرور المنتصرين زورا خُلقت القناعات وتغيرت الاتجاهات لدي المواطنين في الجنوب نحو قيم الوحدة ,التي طالما حلموا بها ورددوا شعاراتها,, فتحولت الوحدة في ضمائرهم ونفوسهم من حلم جميل إلى كابوس يؤرق مضاجعهم, عندما شاهدوا أن الوحدة أصبحت ” وحدوه وليست وحدة ” ,أي أن الوحدة أصبحت بعدالنصر الهزيمة استثمارا لثروات الجنوب وتقاسم للسلطة والنفوذ, استفاد منها أشخاص وعشيرة من حكام الشمال الفعلين وبلع الطعم معهم مجموعة من المقربين الجنوبين الذين لا بمتلكون أي ابعاد وطنية للقضية الجنوبية. ولأهدافها الإنسانبة

 

وبعد ربع قرن من زمن الاجتياح والغزو الشمالي للجنوب ,نلاحظ أن القناعات لدي غزاة الأمس نفسها ما زالت تسيطر علي عقول غزاة اليوم, ومن نفس الشخصيات والقيادات وبتحالف رجعي حوثي إخواني همجي تتجدد الهجمة على الجنوب لفرض الأمر الواقع ,مع تغيير بسيط في قناعات بعض مواطنين الشمال الشرفاء ,بأن الوحدة لم تقدم للأغلبية الساحقة من سكان الشمال أو لجنوب إلا مزيدا من الجوع والهوان ,ولم يكن المشاركون بتلك الجحافل لغزوا الجنوب ألاوقودا لشعارات زائفة رفعها المتنفذون ” الوحدة أو الموت ” , وبعدها مباشرة أدار الحكام ظهورهم للشعب في الشمال قبل الجنوب ,ليتفرغوا للاستثمارات وبناء الثروات والقصور والشركات التجارية العابرة للقارات ,وتجميع ثروه خيالية لم يكن يحلم بها المتسلطون و رعاع بيت الأحمر وعشيراتهم والأقربون ,وازدادت معانات الناس وتجويعهم وافقارهم , رغم ما في البلاد من ثروة نفط واسماك ومعادن وموارد أخري لا تحصى ولا تعد …

 

اليوم نتوقف قليلا كشمالين لمراجعة أنفسنا ,حتي لا تتكرر الأخطاء ونلدغ من نفس جحر حرب صيف 1994م ,فيتم دغدغة مشاعرنا بشعارات وفلسفات ,لم تكن بالأصل إلا غطاء للمزيد من التشظي والانكسار الحقيفي , فلندع الجنوبين يقررون هذه المرة ,ولنرفع شعار ” فك الارتباط أو الموت ” ولتبقي الوحدة خالدة في النفوس قبل الحدود والتراب , ولنترك للأجيال القادمة فرصة تحديد مستقبل البلاد وفق أسس علمية رصينة ,تضمن لنا القوة الحقيقة وتحقيق العدالة والمساواة والتنمية ,وما ضرنا أن كنا أكثر من دولة أوكيان إن كان ذلك سيحقق التنمية والرفاه للمواطنيين ,فلا يُلدغ الشماليون من جحر مرتين , وليكن ” فك الارتباط أو الموت” شعارنا …

 

من مطلع قصيدة كتبتها بعد اجتياح الجنوب عام 1994

نيرون صنعاء
بعدما طرد الرفاق
قتل الشعب جوعا
ونادي بالوفاق
كل من يلعن الظلم
انفصالي يدعو للشقاق
دمه- حتما – يراق

شاهد أيضاً

عندما يصير كبش العيد براتب ثلاثة موظفين بالتربية في ظل حكومة معين

(عدن السبق)متابعات: وصل حال الإنسان المدني الموظف البسيط في حكومة معين المعين تحالفيا والمدعوم كذلك …