العناوين

السفير الأمريكي السابق: السعودية والإمارات لديهما أهداف متباينة في اليمن

وكالات:

وصف السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن، جيرالد فايرستاين، الإشتباكات الأخيرة التي جرت في جنوب اليمن بين قوات الحكومة اليمنية المدعومة سعودياً والمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، وصف بأنها “أمر مؤسف للغاية”.

 

وقال فايريستاين – نائب رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بواشنطن حاليا – ان هذا مستوى من التوتر ظل قائماً هناك لبعض الوقت، مؤكداً انه أمراً ليس جديداً.

 

وأضاف فايرستاين في حوار أجرته “شرق وغرب” معه: في الواقع، كانت هناك اشتباكات مشابهة في وقت سابق من العام 2018 وتم حلّها من خلال تدخل السعوديين والإماراتيين.

 

وتابع: الآن، أعتقد أن السعوديين يدعون القيادة إلى جدة للتفاوض. توقعي هو أن السعوديين وبقية الأطراف ستكون قادرة مرة أخرى على التستر على هذا الصراع وإعادة الجميع إلى الصفحة نفسها.

 

وعن إن كان ما يجري في جنوب اليمن هو انعكاس لخلاف سعودي-إماراتي، قال: في الحقيقة، لا يوجد أي شك في ذهني في أن السعودية والإمارات لديهما أهداف متباينة في اليمن.

 

كما أكد ان واشنطن لا تعارض امتلاك الحوثيين لدور في الحكومة اليمنية، وقال: نحن لم نكن معارضين لذلك على الإطلاق. عندما تدهور الوضع للمرة الأولى في عام 2014 عندما جاء الحوثيون إلى صنعاء وفاوضوا على اتفاق السلام والشراكة الوطنية، لم نعارض ذلك.

 

وتابع: حتى السعوديون لديهم اتصالات مع الحوثيين. لقد تكلم السعوديون مع الحوثيين وأوضحوا سرًا وعلنًا أنهم لا يعترضون أيضًا على أي دور للحوثيين في الحكومة.

 

وإلى نص الحوار:

كيف تقرأ الاشتباكات الأخيرة في جنوب اليمن بين الحكومة اليمنية المدعومة سعوديًا والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا؟

إنه أمر مؤسف للغاية. بالطبع، هذا مستوى من التوتر ظل قائمًا هناك لبعض الوقت. هو ليس أمرًا جديدًا. في الواقع، كانت هناك اشتباكات مشابهة في وقت سابق من العام 2018 وتم حلّها من خلال تدخل السعوديين والإماراتيين.

الآن، أعتقد أن السعوديين يدعون القيادة إلى جدة للتفاوض. توقعي هو أن السعوديين وبقية الأطراف ستكون قادرة مرة أخرى على التستر على هذا الصراع وإعادة الجميع إلى الصفحة نفسها. إنها قضية ستستمر في تحدي اليمنيين الماضين قدمًا. لكنها قضية لا يمكن حلها عبر العنف أو من خلال القوة.

هناك حاجة في مرحلة ما في المستقبل لتكون هناك مفاوضات سياسية وجهود أخرى للتوفيق بين الأطراف، بهدف الاتفاق على طريقة لمعالجة الانقسامات بين الشمال والجنوب.

لقد رفضت الإمارات العربية المتحدة المزاعم التي أشارت إلى أنها تدعم الانفصاليين في السيطرة على عدن. لكن، هل من الممكن للانفصاليين أن يخوضوا مثل هذه الاشتباكات ضد حلفائهم، دون موافقة داعميهم؟

هذا سؤال كبير. إن موقف الإماراتيين من مستقبل اليمن والخلاف بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي هو أنهم ساعدوا في تدريب وتجهيز الميليشيات الجنوبية بهدف مواجهة الحوثيين. إنهم، بالطبع، ينكرون أنهم شجعوا أو ساعدوا بأي شكل من الأشكال أو حرضوا المجلس الانتقالي الجنوبي أو دعموا الانفصال وأن الجنوبيين يسعون بشكل أساسي لتحقيق أجندتهم الخاصة بدون الدعم الإماراتي. ربما يكون الحال كذلك، ولكن بالطبع، لا يمكنهم أن يتجنبوا المسؤولية عن حقيقة أنهم أنشأوا قوة عسكرية خارجة عن أوامر وقيادة الحكومة.

لقد حدثت هذه الاشتباكات في أعقاب مقتل أبو يمامة اليافعي، والذي كان واحدًا من قادة الحزام الأمني المدعوم إماراتياً. وعلى الرغم من أن الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي اتهم حزب الإصلاح، حليف الرئيس هادي. كيف ترى هذا الأمر؟

هذا صحيح. أعتقد أن معظم الأدلة المتوفرة تشير إلى حقيقة أن المنفذ كان الحوثيين وليس أي أحد آخر. ولكن بعض الجنوبيين يزعمون أن حزب الإصلاح كان بطريقة ما يساعد الحوثيين أو حتى أن حكومة هادي كانت بطريقة أو بأخرى تساعد الحوثيين. لا يبدو أن هناك أي دليل يدعم هذا الأمر.

أعتقد أن هذا انعكاس للعداء القائم منذ فترة طويلة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح، والذي يعود إلى أحداث عام 1994 والحرب الأهلية. حزب الإصلاح كان منخرطًا بشدة في استعادة الجنوب عندما حاولوا إعلان الاستقلال مجددًا. لذلك، هذه قضية قديمة بين حزب الإصلاح والجنوبيين. وبمعنى ما، أعتقد أن الجنوب قد استخدم هذا الحادث المأساوي، حتى على الرغم من أن الحوثيين قد تحملوا المسؤولية، كوسيلة للهجوم وضرب حزب الإصلاح.

هل بإمكاننا النظر إلى ما يحدث في جنوب اليمن على أنه انعكاس لخلاف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؟

في الحقيقة، لا يوجد أي شك في ذهني في أن السعودية والإمارات العربية المتحدة لديهما أهداف متباينة في اليمن. السعوديون لديهم التزام أقوى بوحدة اليمن. الإماراتيون متناقضون بخصوص ذلك. أعتقد أنه في بعض الحالات، وبالتأكيد فيما يتعلق بما يحدث في الجنوب وأيضًا بما حدث في الشرق في محافظة المهرة، فقد وجد الاثنان نفسيهما في مواقع مختلفة بشأن التطورات. لذلك توجد بالتأكيد اختلافات بين السعودية والإمارات.

أعتقد أنه بالنسبة للسعودية، فإن الاستقرار في اليمن وسلامة أراضيه هو أمر أكثر أهمية بكثير من حيث الطريقة التي يرون فيها مصلحتهم الوطنية الخاصة. إن مخاوفهم تتعلق بوضع يكون لديك فيه عدم استقرار طويل الأمد عند حدودهم الجنوبية. إنها مشكلة أكبر بالنسبة للسعوديين مما هي عليه بالنسبة للإماراتيين. أعتقد أيضًأ أن الإماراتيون ينظرون لليمن في سياق أوسع لمصالحهم في البحر الأحمر .. ما يحدث في القرن الإفريقي .. بينما ينظر السعوديون لليمن بشكل مباشر أكثر في سياق أمنهم الخاص.

أعلنت الإمارات العربية المتحدة انسحابها من اليمن منذ بضعة أشهر. لقد قالوا أنهم سيتبنون “استراتيجية السلام أولًا”. هل يبدو أنهم يتبعون هذه الاستراتيجية؟

أعتقد أن إحدى تفسيرات القرار الإماراتي حول الانسحاب وسبب اعتقادهم أن الوقت الحالي هو الوقت الذي يمكنهم فيه التراجع يرجع إلى أنهم، برأيهم، قد دربوا القوات اليمنية بشكل مناسب لتحمل مسؤولية منع الحوثيين من السيطرة على البلاد، ولذلك لم تعد هناك حاجة لوجود إماراتي مباشر. أيضًا، لا ينبغي أن ننسى أن هذا قد حدث في فترة كانت فيها التوترات في الخليج تتصاعد، وأعتقد أنه كان هناك شعور بأن الإمارات العربية المتحدة رأت أن هناك حاجة أكثر إلحاحًا لجيشها في الإمارات من الحاجة إليه في اليمن. أعتقد أن هذه كانت بالفعل القضايا التي دفعت نحو القرار الإماراتي.

لقد قالوا أنهم يعتقدون أن انسحابهم يمكن أن يُنظر إليه باعتباره إشارة إلى الإيرانيين وغيرهم لتعزيز العملية السياسية وللمساعدة في توفير بعض الزخم لجهود الأمم المتحدة. سواءً فيما إذا كان ذلك هو الدافع الرئيسي حقاً لاتخاذ القرار أم لا، فإن المنطقة إذا نظرت إليه بهذه الطريقة واستخدمت ذلك كفرصة، فلا يوجد أي ضرر من الأمر.

ما رأيك بموقف الولايات المتحدة من هذه الاشتباكات؟

بالنسبة للولايات المتحدة، أعتقد أنهم ينظرون لهذا الأمر في الأساس على أنه مسألة يجب حلها بواسطة الإماراتيين والسعوديين. لم ينخرطوا في هذه القضية أكثر من التعبير عن القلق بشأن العنف والخسائر في الأرواح.

أفترض أننا نتحدث للسعوديين والإماراتيين من وراء الكواليس، ونشجعهم على حل هذا الأمر. أعتقد أن كل شخص يرى نفس الخطر جراء السماح لهذا الصراع بالتفاقم. لا يوجد شك في أن الجميع يرى أن لهذا الأمر تأثير سلبي على الجهود المبذولة لمواجهة الحوثيين. كل شخص يفهم ما هي المصلحة. لكن كما قلت، أعتقد أنه من منظور الولايات المتحدة، فقد قرروا أنهم سيتركون حل هذا الأمر للسعوديين والإماراتيين.

في شهر يونيو/حزيران، قمت بزيارة عدن والتقيت مع مسؤولين من كل من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. باختصار، مع من التقيت وما الذي تمت مناقشته؟

لسوء الحظ، تأخرنا في الوصول إلى هناك، لذلك لم تتح لنا الفرصة لإجراء الشكل الكامل للمناقشات التي أردناها. لقد التقينا مع رئيس الوزراء اليمني وفريقه. تحدثنا حول الطريق نحو الأمام، الجهود للوصول إلى حل سياسي للنزاع، وإلى أين تسير الأمور عمومًا. من ثم ذهبنا إلى مقر المجلس الانتقالي الجنوبي والتقينا مع قيادة المجلس. لكنه كان لقاءً قصيرًا للغاية. كان لدينا موعد نهائي يتوجب علينا فيه مغادرة عدن. لذلك فقد كانت لدينا الفرصة فقط للاستماع إليهم والسماح لهم بشرح الموقف بشكل موجز من منظور جنوبي. لقد كان ذلك بالتأكيد قبل بضعة أسابيع قبل أن تبدأ جولة القتال الأخيرة بين الطرفين.

وكان القيادي الجنوبي الذي قتل في حادث الحوثي ذلك – أبو يمامة اليافعي – موجودًا في لقاءنا مع المجلس الانتقالي الجنوبي أيضًا. ولذلك فقد كان قتله أمرًا مباشرًا وشخصيًا للغاية بالنسبة لنا. ولكن، على كل حال، كان هذا ما ناقشناه.

حول الصراع في اليمن بشكل عام، أعلنت الولايات المتحدة أنها تجري محادثات مع الحوثيين. على الرغم من أن الطرف الأخير قد نفى ذلك، ما الذي جعل واشنطن تتخذ هذا النهج، والذي هو الأول من نوعه، وكيف ترى تجاوب السعوديين معه؟

حسنًا، الأمر ليس كذلك. أعتقد أنه كان هناك قدر كبير من سوء الفهم حول طبيعة الاتصالات الأمريكية مع الحوثيين. عندما كنت هناك، التقينا مع الحوثيين. قبل أن آتي، التقينا مع الحوثيين، وبعد أن غادرت، فإن السفير تويلر بالطبع – والذي خدم من شهر مايو/أيار من عام 2014 وحتى شهر مايو/أيار من عام 2019 – التقى مع الحوثيين. عندما كانت هناك محادثات في الكويت في عام 2016، كان السفير تويلر هناك وأجرى نقاشات بشكل منتظم مع الحوثيين.

في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2016 مباشرة قبل مغادرته لمنصبه، ذهب جون كيري إلى مسقط والتقى مع مفاوضي الحوثيين هناك، ونتيجة لمناقشاته في الواقع فقد قدم اقتراحًا لحل النزاع. لكن تم رفض ذلك من قبل الحكومة في النهاية.

ومع ذلك، استمر السفير تويلر بمقابلة الحوثيين. لقد كان موجودًا في المحادثات التي أجريت في شهر سبتمبر/ايلول من عام 2018 في جنيف بالإضافة إلى المحادثات التي أجريت في ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018. إنه انطباع خاطئ أن نقترح أننا لم نجري محادثات منتظمة مع الحوثيين طوال كل هذه الفترة من الزمن.

أعتقد أنه من الجيد أن يواصل السفير هينزل المحادثات معهم. أعتقد أنهم من المهم أن يسمعوا منا، ما هي وجهات نظرنا، وأن نستمع إليهم أيضًا. نحن نستمر بتشجيعهم على العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل مع مبعوث الأمم المتحدة مارتين غريفيث ومحاولة إيجاد حل سلمي لهذه الجولة الحالية من القتال ومن ثم الانطلاق من هناك.

نحن لا نعارض امتلاك الحوثيين لدور في الحكومة اليمنية. نحن لم نكن معارضين لذلك على الإطلاق. عندما تدهور الوضع للمرة الأولى في عام 2014 عندما جاء الحوثيون إلى صنعاء وفاوضوا على اتفاق السلام والشراكة الوطنية، لم نعارض ذلك.

حتى السعوديون لديهم اتصالات مع الحوثيين. لقد تكلم السعوديون مع الحوثيين وأوضحوا سرًا وعلنًا أنهم لا يعترضون أيضًا على أي دور للحوثيين في الحكومة.

أعتقد أننا جميعًا نرسم الحدود بحيث أنه إذا كان الحوثيون لديهم بعض الطموحات والأفكار بأنهم سيكونون حزب الله اليمن، وأنهم سيقومون بدمج القدرات السياسية والعسكرية، ويتجهون بطريقة ما للسيطرة على حكومة اليمن عبر القوة والتهديد بالعنف، فإن هذا الأمر إذًا غير مقبول بالنسبة لنا ولليمنيين. لكن ما دون ذلك، فنحن لسنا معارضين لحركة الحوثيين. أعتقد أنه من الصواب أن نستمر في التعاطي معهم.

شاهد أيضاً

طرح آخر رسالة كتبها أحد ركاب تايتانيك للبيع بمزاد علني

(عدن السبق)متابعات: تُطرح للبيع بمزاد علني في مونتيفيديو رسالة كتبها بخط اليد أحد الأميركيين الجنوبيين …