1:54 صباحًا الأربعاء ,24 أبريل 2024

زكريا محمد يكتب.. الاتصالات اليمنية .. نقمة وليست نعمة ..!

بقلم/ زكريا محمد محسن

بعد ان دخلت شبكات الجيل الخامس “فايف جي ” حيز الخدمة فعلياً كما حدث في الأول  من اكتوبر الجاري في بعض الولايات الامريكية يكون العالم قد وضع أقدامه على أعتاب مرحلة جديدة ومتقدمة في ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تشهد يوميا تطورات جديدة ومذهلة ، لأن ذلك لا يؤدي إلى رفع سرعة الاتصال وحسب ، بل سيمهد الطريق لأن يصبح تطبيق انترنت الأشياء واقعاً معاشاً في حياة البشرية وهو الأهم … وتقنية انترنت الأشياء المفترضة مستقبلاً  لمن لا يعرف تشمل الاتصال والتفاعل بين كافة الأجهزة الالكترونية وحتى الحاجيات الشخصية والملابس والأحذية وغيرها ، فالسيارة  مثلاً ترسل رسالة لصاحبها بأنها بحاجة اليوم إلى وقود لأنّها تعرف من جدول أعماله أنه مسافر برحلة طويلة غداً ، وعندما تقف أمام المرآه كل صباح من الممكن أن تعرض لك في أسفلها أخبار اليوم وأحوال الطقس وجدول المهام ، وهكذا …!!.

فلا غرابة ، فقد وصل العالم إلى هذا المستوى من الرقي والتطور والرفاهية وتحقق له ما كنا نعده في السابق مستحيلا وضرباً من الخيال ، وأما نحن اليمنيين فلنا الله ؛ فواقع منظومة الاتصالات لدينا أسوأ مما نتصور ولست مبالغاً لو قلت أنها قد أصبحت نقمة وليست نعمة ، فالانترنت الذي يعتبره العالم حقاً من حقوق الانسان كما جاء في قرار مجلس حقوق الانسان في يوليو 2016م ، أسعاره مرتفعة وسرعاته بطيئة جداً أكثرها 4 ميجا ، ومع مطلع الشهر الجاري أعلنت يمن نت المحتكر الوحيد  للإنترنت أنها رفعتها إلى 8 ميجا لكن لم يلمس المشتركون أي تغير فما زالت السرعة بطيئة على ما هي عليه لاسيما في أوقات الذروة ، وبعض الأحيان تنقطع الخدمة لساعات بدون سابق إنذار ، وثالثة الأثافي أن حجب الكثير من المواقع من قبل المليشيات جعل المستخدمين يستعينون بتطبيقات كسر الحجب رغم انها تستهلك قدر كبير من الرصيد …!!.

وأما شبكات الهاتف النقال فحدث ولا حرج فجميعها رديئة وإشارتها ضعيفة وأحياناً تنعدم تغطيتها تماماً خاصة داخل المنازل ، ومع هذا تعرفتها مرتفعة لاسيما التي تعمل بنظام الـ ” جي إس إم ” … وتخيلوا من لديه ظرف طارئ وقاهر وهو يحاول الاتصال عشرات المرات دون أن يلتقط الإشارة ويتمكن من إتمام مكالمته ؛ فكيف سيكون حاله  بالله عليكم…. ؟!!.

وأما الهاتف الثابت وإن كان أحسن حالاً من سابقيه النت والجوال ، إلا أنه في الآونة الأخيرة تدهور بشكل ملحوظ ،  فالأسلاك باتت مهترئة وبعض الكابلات مازالت مقطعة منذ الحرب  وكذلك المقسمات قديمة وتملؤها الأتربة والرطوبة والصدأ مما يؤدي إلى أعطال كثيرة وتوقف الخدمة عن بعض الخطوط .

أخيراً كنا قد استبشرنا خيراً عند الإعلان عن شركة عدن نت الوليدة وفرحنا به أيما فرح كونها كانت ستخلصنا من احتكار صنعاء ورداءة خدماتها ، وبعد ان شاهدنا البطء الشديد في انتشارها فلا نخفي عنكم سراً لو قلنا أنه قد أصابنا اليأس والإحباط ؛ فإذا كانت إلى الآن أغلب مديريات عدن محرومة من خدماتها وحتى لحج وأبين المحافظتين الملاصقتين والقريبتين من عدن لم تصلهما ايضاً الخدمة ، فكيف سيكون حال الضالع ؟!!.. فربما يتعين علينا الانتظار سنين حتى تصل إلينا خدمات عدن نت ..!!.

شاهد أيضاً

عندما يصير كبش العيد براتب ثلاثة موظفين بالتربية في ظل حكومة معين

(عدن السبق)متابعات: وصل حال الإنسان المدني الموظف البسيط في حكومة معين المعين تحالفيا والمدعوم كذلك …