(عدن السبق)تحليل خاص:
5 أعوام عاشتها اليمن في حرب دامية، اندلعت شرارتها من العاصمة اليمنية صنعاء في بداية عام 2015م، وأمتدت أحداثها إلى 80% من أراضي البلاد، بين قوات الشرعية المسنودة من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وجماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، يبدو أن روسيا قررت التدخل لإنهاء الصراع، خصوصا بعد فشل جهود الأمم المتحدة الرامية فب إحلال السلام والتوصل إلى حل سياسي يضمن إستقرار البلاد والمنطقة.
فملف الحديدة الأكثر جدلا وغرابة، هو ما دفع الروس إلى التحرك والتدخل وذلك بعد أشهر من فشل إتفاق ومخرجات مفاوضات السويد بشأن “الحديدة” بين طرفا الصراع في اليمن ( الشرعية – الحوثيين) تحت إشراف أممي عبر المبعوث السيد “مارتن غريفيث”، فبدأت روسيا بفتح قنوات تواصل مع الأطراف اليمنية ابتداء من الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك عن طريق سفيرها لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، الذي بدأ لقاءاته مع الرئيس هادي قبل ان يتجه الى العاصمة عدن الجمعة 22 مارس 2019م للقاء رئيس حكومة الشرعية د. معين عبد الملك، بالتزامن مع وصول وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي، إلى موسكو، بدعوة رسمية من الخارجية الروسية التقى فيها بالسيد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف، وناقش معه عدد من الملفات السياسية وتقديم شرحا مفصلا عن مشروع المجلس والقضية الجنوبية.
بعد هذه التحركات الروسية المتسارعة، لم يتأخر كثيرا ظهور التخوف والقلق الأمريكي، حيث وصل السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، إلى عدن في اليوم الثاني من وصول السفير الروسي، وعقد لقاءا مطولا مع رئيس الحكومة بقصر معاشيق، تبعه مؤتمر صحفياً أطلق من خلاله تصريحات صحفية أكدت وجود تخوفات أمريكية من التحركات الروسية الأخيرة، مؤكدا فيها حرص بلاده على بقاء وحدة اليمن وسحب كافة الأسلحة من الجماعات الغير خاضعة للحكومة – دون أن يسميها- ، اضافة الى لقاء جمعه مع وزير الداخلية المهندس احمد الميسري.
فروسيا ايضا هنا لم تتأخر في الرد على التحركات والتصريحات الأمريكية، فبعد ساعات من ذلك قام السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين، بزيارة إلى مقر المجلس الانتقالي الجنوبي بعدن، واللقاء بقيادات من المجلس تحت الراية الجنوبية والروسية.