بغطاء دولة حضرمية “مزعومة”.. الاخوان يزرعون بذور الفتنة بحضرموت

(عدن السبق)العين:
فشلت مخططات إخوان اليمن في إبقاء هيمنتهم على شرق البلاد، فلجأ التنظيم الإرهابي لتبني دعوات الانفصال كيافطة جديدة لتشطير هذا البلد.

وعلى خطى مليشيات الحوثي التي تكرس تشطير اليمن شمالا وجنوبا عمليا على الأرض، يتجه إخوان اليمن لزرع بذور الفتنة في محافظة حضرموت؛ بتبني دعوات انفصالية بغطاء دولة حضرمية “مزعومة”.

ورفع كل من القياديين الإخوانيين عصام حبريش الكثيري، وصلاح باتيس شعار “انفصال محافظة حضرموت”.

وكانت دعوة الإخواني الكثيري في فعالية إخوانية بمناسبة ما يعرف “يوم حضرموت الوطني 20 ديسمبر” بمثابة تمرد صريح ومعلن بعد خروجه لإعلان “دولة حضرموت” في فعالية إخوانية أقيمت في مدينة سيئون أمس الثلاثاء، وحاولت الركوب على مطالب القبائل.


تمرد على الشرعية

فالإخواني الذي كان حتى الأمس القريب يشغل منصب وكيل أول وادي وصحراء حضرموت، قبل الإطاحة به، أعلن ضمنيا التمرد على الشرعية وتبنى دعوة تزعم “ميلاد دولة جديدة اسمها حضرموت” بعد تغيير “شكل الدولة” إشارة للمجلس الرئاسي والحكومة اليمنية.

وعبر القيادي الإخواني عن مطالب تنظيم الإخوان الذي كان في أجنداته أن تكون حضرموت إقليما تحت هيمنته، ليعود لتبني دعوات الانفصال بغطاء “دولة حضرموت”، داعيا أبناء المحافظة للتضحية بالدماء فداء لمشروع التنظيم الإرهابي.

ويشكل ظهور الكثيري بشكل مثير للغرابة رغم أنه تم تعيينه في منصب وكيل وزارة في الحكومة الشرعية وعاصمتها عدن “إعلان تمرد” على الحكومة المعترف بها دوليا ،وتصرفا يخالف القانون وانتهاكا للدستور؛ ما يضعه أمام المساءلة القانونية، وفقا للخبراء.

وعن خلفيات إعلان الإخوان “دولة حضرموت”، على لسان الكثيري ، اعتبر خبراء الخطوة دلالة على “حقيقة التمرد الإخواني في حضرموت والذي يقوده الإخوان المسلمون عبر تحشيد الناس والعامة والبسطاء بشكل عاطفي، من أجل أهداف تنظيم ليست لهم فيها ناقة ولا جمل”.

كما يرى الخبراء أن تبنى إخوان اليمن لدعوات الردة والانفصال لا تختلف في حضرموت عن مأرب والجوف، وتتبلور من إعلان تمردهم على شرعية المجلس الرئاسي إلى البحث عن بدائل للعودة للمشهد اليمني.


أطماع الإخوان

يحاول إخوان اليمن استغلال ذكرى الهبة الحضرمية ومقتل سعد بن حبريش الذي يصادف 20 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، إلى استجرار الماضي واستخدام “العاطفة الحضرمية” من أجل الحفاظ على سيطرتهم على وادي حضرموت.

ووفقا لرئيس دار المعارف للبحوث والإحصاء في اليمن، سعيد بكران، فإن الإخوان يشعرون أن “هناك تهديدا حقيقيا وفعالا يواجه سطوتهم على وادي حضرموت، وعلى منفذ الوديعة وعلى الشريط الحدودي بين حضرموت والمملكة العربية السعودية”.

ففي جغرافية وادي حضرموت، طبقا للباحث في شؤون الجماعات الإرهابية لـ”العين الإخبارية”، “تقف مصالح ضخمة وكبيرة جدا متصلة بشركات النفط وحقول الغاز وخطوط التنقل ومنفذ الوديعة الهام بين اليمن والسعودية”.

ويضيف بكران: “ظلت هذه المساحة الهامة مسرحا خطيرا لتهريب المخدرات وعبر تهريب العناصر الإرهابية وتسهيل تنقلاتها إلى البحر عبر محافظة المهرة وتسهيل التنقلات أيضا بين القرن الأفريقي واليمن، من خلال هذا النطاق الجغرافي من المهرة إلى صحراء حضرموت”.

وأردف الخبير اليمني، قائلا “هذا النطاق الجغرافي بالغ الأهمية للجماعات الإرهابية ويشعر الإخوان أنهم مهددون بالفعل من السيطرة عليه وبالتالي تحاول استمالة الشارع والعاطفة والوجدان الحضرمي بطريقة مكشوفة ومفضوحة تتحدث عن دولة حضرموت ومظلمة حضرموت ودعوات انفصالية”.

وأشار بكران لـ”العين الإخبارية”، إلى أن “تنظيم الإخوان المسلمين هو السبب والشريك الفعال في المظلمة الحضرمية والمأساة الحضرمية منذ اجتياح الجنوب 1994”.

ولفت إلى أن “الإخوان أنفسهم الذين يرفعون دعوات الانفصال الآن كانوا شركاء في استباحة الحياة في حضرموت وتجريف المصالح والثروات والثقافة والمذهب والسلوك”.

وأضاف “لقد جلب الإخوان كل الموبقات إلى حضرموت واليوم يتحدثون عن ذلك لأنهم فقط يردون من أبناء حضرموت التجنيد لمصلحة مشروع التنظيم الإخواني، وهذا دأب الإخوان في كل مكان؛ استخدام العواطف وتحشيد الناس والعامة والبسطاء”.

ولم يستغرب بكران من ظهور عصام بن حبريش الكثيري للإعلان عن قيام دولة حضرموت من سيئون وهو الذي شغل منصب وكيل وادي حضرموت منذ 8 أعوام أو أكثر، وأقيل مؤخرا وعين بدلا منه عامر العامري.

وقرأ بكران في التحرك رد فعل على “تعيين شخص من قبيلة العوامر التي لديها مشاكل مع عصام الكثيري؛ وشعر أن القصد من ذلك إزاحته من المشهد وقطع ارتباط التنظيم الذي يمثله، وركوب موجة القبيلة للعودة إلى المشهد في الوادي والصحراء”.

شاهد أيضاً

الرئيس الزُبيدي يشيد بنضال وتضحيات أبناء حجر في الدفاع عن الجنوب وحماية حدوده

أشاد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي