العناوين

هدوء حذر في الخرطوم والجيش يتهم الدعم السريع بـ”الاعتداء” على بعثات دبلوماسية

(عدن السبق)متابعات:
شهدت العاصمة السودانية هدوء حذرا، اليوم الاثنين، وتراجعا لحدة الاشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، فيما تقترب هدنة عيد الفطر التي أعلن عنها قبل ثلاثة أيام في السودان من ساعاتها الأخيرة، مع استمرار وتيرة عمليات إجلاء الأجانب.

وقالت الحكومة الفرنسية إنها تواصل إجلاء الأفراد من السودان وإن عملية إجلاء أخرى تجري صباح اليوم الاثنين.

وأضافت أن عملياتها أسفرت حتى الآن عن إجلاء 388 شخصا.

ووصلت إلى برلين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، أول طائرة للقوات الجوية الألمانية على متنها 101 شخص تم إجلاؤهم من السودان، وفقاً لما ذكره مصدر عسكري.

ونقلت الطائرة من طراز إيرباص “إيه-321” الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من قاعدة الأزرق الأردنية التي يستخدمها الجيش الألماني كمحور لعملية الإجلاء بتجاه برلين.

وأفاد المصدر بأن الجيش الألماني نقل ما مجموعة 313 شخصاً من السودان حتى الآن.

وأعلنت قوات الدعم السريع أنها نفذت مساء الأحد، عملية إجلاء ناجحة لرعايا إيطاليا، وأضافت أن البعثة التي تم اجلائها من منزل إقامة السفير بالخرطوم 2 بالإضافة إلى طاقم السفارة و41 مواطنًا ايطاليا على متن 6 مركبات صغيرة وحافلة.

كما بحث قائد الدعم السريع مع وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني تطورات الأزمة التي يشهدها السودان.

ووفق بيان صادر عن دقلو، أعرب تاياني عن تقديره لجهود قوات الدعم السريع في إجلاء عدد من البعثات الدبلوماسية، مؤكدا أنه يتطلع إلى مزيد من التنسيق لإجلاء رعايا بلاده والبلدان الاخرى خلال الهدنة المعلنة الآن.

وأكد دقلو التزام قواته بالقانون الدولي الانساني وكافة القوانين المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات الحرب.

وشدد على أنه لن يتوانى عن تقديم التسهيلات اللازمة لتأمين عبور آمن للمواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة إلى وجهاتهم المختلفة.

وأعلنت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، مساء الأحد، أن الوكالة نشرت فريقاً من خبراء التعامل مع الكوارث من أجل تنسيق المساعدات الإنسانية للسودان، في ظل استمرار القتال هناك.

وقالت باور في بيان إن الفريق سيعمل من كينيا في المرحلة الأولى، وأضافت أن الخبراء سيعملون مع المجتمع الدولي والشركاء لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية، وتقديم المساعدات الإنسانية بأمان.

وأوضحت أن “الولايات المتحدة تحشد الجهود لزيادة المساعدات للشعب السوداني المحاصر بين الجانبين المتحاربين”.

وقالت باور إن “القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان تسبب في حصد أرواح المئات وإصابة الآلاف، وقضى مرة أخرى على التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني. لا يستطيع المدنيون المحاصرون في منازلهم الحصول على الأدوية التي هم بأمسّ الحاجة إليها، ويواجهون احتمال التعرض لنقص في خدمات الكهرباء والمياه والغذاء لفترات طويلة”.

وأضافت “كل هذه المعاناة تفاقم الوضع المتدهور بالفعل، إذ إن ثلث سكان السودان، ما يقرب من 16 مليون نسمة، كانوا يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية قبل تفجر العنف”.

وجددت باور دعوتها للجانبين المتحاربين وهما الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” شبه العسكرية، إلى الالتزام بهدنة عيد الفطر، وإنهاء القتال، والامتثال للقانون الإنساني الدولي، بما يشمل تسهيل الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في المجالين الإنساني والطبي.

وارتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم فرنسا من السودان الذي يشهد نزاعاً دامياً إلى أكثر من 200، بعدما حطت طائرة فرنسية ثانية في جيبوتي مساء الأحد، تحمل رعايا فرنسيين ومن جنسيات أخرى، وفق ما أفادت به الخارجية الفرنسية.

وقال متحدث باسم “الكي دورسيه” لوكالة الصحافة الفرنسية إن الطائرة الثانية نقلت زهاء مائة شخص من “المواطنين الفرنسيين وأيضاً من جنسيات أخرى لا سيما أوروبية” خارج السودان.

أما الطائرة الأولى التي حطت عصرا في جيبوتي، فقد أفاد مصدر في المطار بأن 106 أشخاص كانوا على متنها.

وبدأت دول أجنبية عدة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، تنفيذ عمليات إجلاء لمواطنين ودبلوماسيين، في ظل تواصل المعارك للأسبوع الثاني بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأكدت المصادر الدبلوماسية والعسكرية أن الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم وصلوا إلى مكان إقلاع الرحلة “متعبين، متوترين، لكنهم كانوا مرتاحين كثيراً لوصولهم إلى برّ الأمان”.

وأضافت أن هؤلاء كانوا “منهكين على الصعيد النفسي نظراً لما مرّوا به”، مع تواصل المعارك لأكثر من أسبوع، إلا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبياً، رغم معاناتهم مثل غيرهم من سكان الخرطوم، من نقص في المواد الغذائية والمياه.

ورداً على سؤال بشأن تقارير صحافية عن تعرض إحدى قوافل الإجلاء لإطلاق نار أدى إلى إصابة مواطن فرنسي، لم تشأ المصادر “التعليق على شائعات كهذه” في حين أن “العملية لم تنتهِ بعد”.

وأكدت أن فرنسا لم تكن لتنفذ عمليات الإجلاء “ما لم تكن قد حصلت على ضمانات أمنية من الطرفين المتقاتلين، تم التشديد عليها مراراً وتكراراً”.

وأقرت المصادر بأن عملية الإجلاء “شديدة التعقيد”، ويمكن “أن تواجهها صعوبات حتى النهاية”، خصوصاً وأن المعارك انعكست سلباً على مختلف الخدمات في السودان، ومنها شبكات الاتصال والإنترنت ذات الأهمية في تحديد مواقع الأشخاص المطلوب إجلاؤهم.

إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية السويسرية على تويتر أن سويسرا أغلقت سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم وأجلت موظفيها وعائلاتهم بسبب الوضع الأمني الحالي هناك.

وأضافت الوزارة في تغريدة نشرتها على تويتر مساء أمس الأحد “لقد تحقق ذلك بفضل التعاون مع شركائنا وخاصة فرنسا”. ولم تذكر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

وأجلت إسبانيا نحو 100 شخص من السودان على متن طائرة عسكرية، من بينهم 30 إسبانيًا و70 آخرين من جنسيات أوروبية وأميركية لاتينية، حسب ما أفادت وزارة الخارجية ليل الأحد.

وجاء في بيان الخارجية أن “الطائرة العسكرية الإسبانية أقلعت من الخرطوم قبيل الساعة 11 مساء (21:00 ت غ) وعلى متنها نحو مئة راكب”، مشيرا إلى أن الطائرة كانت في طريقها إلى جيبوتي.

وتسبب القتال الدائر في السودان منذ أكثر من أسبوعين بين الجيش وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية وأدى إلى مقتل 420 شخصا وحرمان ملايين السودانيين من الخدمات الأساسية.

وتقطعت السبل أيضا بآلاف الأجانب ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة بسبب القتال، وتعمل الدول على إجلاء مواطنيها.

واضطرت قوات الدعم السريع إلى العودة بموكب لرعايا فرنسيين كانت تؤمن عملية إجلائهم من سفارة بلادهم في الخرطوم، إلى إلغاء العملية والعودة بهم إلى النقطة الأولى حفاظا على سلامتهم بعد أن استهدفهم سلاح الجو التابع لقوات عبدالفتاح البرهان.

وقالت قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو إنها تعرضت اليوم الأحد لهجوم من سلاح الطيران التابع للجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان حين كانت تؤمن إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم في الخرطوم مرورا ببحري إلى أمدرمان مما عرض حياة الرعايا الفرنسين للخطر، حيث أصيب أحدهم، بينما نجا الباقون.

وتابعت في بيان على حسابها بتويتر، “إنه وبتنسيق تام مع الحكومة الفرنسية تحرك صباح اليوم (الأحد) موكب إجلاء الرعايا الفرنسيين من أماكن تجميعهم بالسفارة الفرنسية وعبورا بمدينة بحري إلى امدرمان أثناء تحرك الموكب تحت حماية قواتنا تعرض إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الانقلاب، فيما تصدت قوات الدعم السريع للهجوم وأسقطت الطائرة”.

وأكدت كذلك أن “هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والإنساني وللهدنة المعلنة كان بشهادة وحضور أعضاء السفارة الفرنسية التي وثقت الحادث”، مضيفة أنه “وإزاء هذا الهجوم الجبان وحفاظا على سلامة الرعايا الفرنسين اضطرت قوات الدعم السريع إلى العودة بالموكب إلى نقطة الانطلاق الأولى”.

وجدد قوات الدعم السريع في بيانها تأكيد التزامها الكامل بالهدنة المعلنة وفتح الممرات الإنسانية لتمكين المواطنين من الحصول على الخدمات الضرورية ولتسهيل حركة الرعايا الأجانب إلى مناطق الإجلاء التي حددتها حكوماتهم.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق الأحد بدء “عملية إجلاء سريع” من السودان لمواطنيها ولطاقمها الدبلوماسي ومواطني دول أخرى.

وأوضحت أن العملية ستشمل أيضا مواطنين أوروبيين وآخرين من “دول شريكة حليفة”، دون أن تقدّم تفاصيل إضافية، بحسب ما نقل موقع قناة فرانس 24.

ويكشف لجوء البرهان لاستخدام سلاح الجو حالة الإرباك من جهة وتحقيق قوات الدعم السريع انتصارات ميدانية بعد سيطرتها على مواقع إستراتيجية. كما يشير إلى عدم احترام البرهان للهدنة الإنسانية رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.

وفي المقابل حاول الجيش السوداني التملص من المسؤولية عن استهداف رعايا أجانب تحت حماية قوات الدعم السريع، متهما الأخيرة بأنها عرضت حياة الرعايا الفرنسيين للخطر.

وتعمل قوات الدعم السريع على أكثر من جبهة لتأمين الحماية للمدنيين والرعايا الأجانب وتوفير الخدمات قدر المستطاع بينما تواجه قصف جويا مكثفا على مواقع سبيطرتها ما يعرقل كل الجهود الإنسانية ويفاقم معاناة المواطنين.

وقال القائد الثانى لقوات الدعم السريع في بيان إنه “وتخفيفا للمعاناة الإنسانية أوجه كل قوات الدعم المنتشرة في العاصمة المثلثة وولايات السودان المختلفة السماح للموظفين المدنيين العاملين في مجال إمداد الكهرباء والمياه والخدمات الصحية لمباشرة أعمالهم وتوفير الخدمة للمواطنين، كما أوجه بتسهيل عمل جميع المنظمات الإنسانية من أجل تقديم العون والمساعدة اللازمة للمتضررين”، مضيفا “نعمل جاهدين وبكل ما نملك أن نخفف المعاناة على الشعب السودانى الثائر”، معبرا عن تفاؤله بالانتصار.

والسبت بدأت عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، حيث أعلنت الخارجية السعودية في بيان تنفيذها “عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعوديا و66 أجنبيا من 12 دولة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون”.

شاهد أيضاً

رئيس دولة الامارات يصل مصر

(عدن السبق)متابعات: وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم السبت إلى …