ميركل تقترح المقايضة: إيران مقابل “السيل الشمالي 2”. فهل يوافق ترامب؟

(عدن السبق)متابعات:

تحت العنوان أعلاه، كتب بوريس جيريليفسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول إشارات أرسلتها ميركل في خطابيها، في ميونيخ وشرم الشيخ، لترامب توحي باستعدادها لصفقة على حساب إيران وفلسطين.

وجاء في المقال: خطاب أنغيلا ميركل في مؤتمر ميونيخ للأمن، “ملفت”، من وجهة نظر “​​دويتشه فيله”، علما بأن الجزء الأكثر أهمية في هذا الخطاب كُرّس لانتقاد سياسة فريق دونالد ترامب.

إلا أن المستشارة ليست مستعدة لمجابهة الولايات المتحدة، فمهمتها الدفاع عن الرخاء الاقتصادي لألمانيا وحماية البلاد من هجمات ترامب، أي “السيل الشمالي 2″، وإبقاء المساهمة في ميزانية الناتو عند 1.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي الألماني، ورفض التدابير التمييزية ضد المنتجات الألمانية.

فإذا ما تمت مراعاة المصالح الألمانية في هذه الأمور، فإن برلين مستعدة لملاقاة واشنطن في جميع الاتجاهات الأخرى. وما يدل على ذلك بصورة غير مباشرة خطاب آخر لميركل، في القمة الأولى التي عقدت بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بشرم الشيخ، في الـ 25 من فبراير، حيث أعلنت ميركل أن الاتحاد الأوروبي، على الرغم من التزامه بالصفقة النووية، إلا أنه يلاحظ للأسف “الاتجاهات العدوانية” في سياسة جمهورية إيران الإسلامية. وهكذا، تكون المستشارة الألمانية قد أرسلت إشارة واضحة إلى واشنطن مفادها أنه يمكن إعادة النظر في “الالتزام” الألماني بالصفقة النووية.
بالإضافة إلى ذلك، أعربت ميركل عن “استمرار دعم جمهورية ألمانيا الاتحادية لإسرائيل. ويمكن اعتبار ذلك بمثابة استعداد للتضامن مع واشنطن في هذا الجزء من سياستها الشرق أوسطية الذي كانت تنتقده برلين من قبل.

يمكن افتراض أن ميركل تقترح تسوية أو صفقة على البيت الأبيض: أن تترك واشنطن “السيل الشمالي 2″، واستيراد السيارات الألمانية بأمان، ولا تطلب زيادة مساهمة ألمانيا في الناتو، مقابل تغيير برلين موقفها من الصفقة النووية الإيرانية والقضية الفلسطينية.

تجدر الإشارة إلى أن “المعركة من أجل  الصفقة النووية” خسرها عمليا الاتحاد الأوروبي وألمانيا، لأن معظم الشركات الأوروبية التي تعمل مع إيران لا تخاطر بتجاهل العقوبات الأمريكية. ولما كانت واشنطن تدرك ذلك جيدا، فمن المستبعد أن تكون قيمة العرض الألماني بخصوص إيران كبيرة، ذلك إذا قبل الأمريكيون من حيث المبدأ بحل وسط. فطالما ترامب يراهن على نجاعة ضغوطه على ميركل، فلن يقدم أي تنازلات. ومن الصعب، حتى في هذه الحالة، أن نتوقع احترام واشنطن للاتفاقية المبرمة.

شاهد أيضاً

زلزال بقوة 3.2 درجة يضرب ولاية الشلف غربي الجزائر

ضرب اليوم الخميس، زلزال بقوة 3.2 درجة على سلم ريختر، ولاية الشلف 200