العناوين

“عدن السبق” يسلط الضوء على إرتفاع أسعار إيجارات المنازل ومعاناة المواطنين

عدن (عدن السبق) تحقيق خاص:

لازالت تتواصل العواقب الوخيمة الذي نجمت من الانهيار المستمر للعملة المحلية والوضع الاقتصادي المتدني الذي وصل الى اقصى حد له من اندلاع ازمة الحرب .
فالحصول على منزل للإيجار هذه الايام اصبح بعيد المنال لدى كثير من المواطنين الذين تجبرهم قسوة الحياة الى تحمل عباء إضافية لم تكن تخطر ببالهم ، فالارتفاع الجنوني للإيجار اصبح الرقم الصعب الذي لا يمكن ان تتحدث عنه دون الدخول الى معمعة الاسعار وطلبيات اصحاب البيوت للتأجير مع العلم اتفتقار بعض المساكن الى اهم مقومات العيش المأمون في المجال البيئي والصحي إضافة الى الطلبات التعجيزية في تقديم عربون يتجاوز الربع او النصف مليون لضمان حصول على الشقة او المنزل ، عدن السبق تسلط الضوء على حالة بعض المواطنين ومعاناتهم الذي تتفاقم يوما بعد يوم في مشوارالبحث عن منازل للايجار والسكن فيها .

” الازمة الاقتصادية”
يرجع كثيرون الى عدم سهولة الحصول على منازل او شقق للايجار كما كان في السابق لأسباب مختلفة اهمها تزايد عدد الاسر النازحة لمدينة عدن بالتالي الاقبال على استئجار الشقق و الوضع الاقتصادي المنهار الذي يشهده البلد وصمت الحكومة من إدراك الحالة المتدهورة للوضع المعيشي والاقتصادي وعجزها عن تقديم أي اجراءات فعلية للحد من الحالة الصعبة الذي يعاني منه المواطن .

يقول صالح سعيد العنبري ” 48″ عاما ارتفاع ايجارات الشقق السكنية وتضاعف ايجاراتها مع الوضع الذي نلمسه ، يحرم الاسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود من استئجار أي بيوت، والقبول بالسكن بيوت اشبه بأكوام العشش في مناطق بعيدة كبديل ، واضطرارهم لمثل هذا الوضع المزرى ، من العيش في ظروف صعبة جدا جدا ، مشيرا الى ان تدني مستوى الرواتب كما لا توجد إي زيادة موعودة ، فالمواطن الذي ما يستلمه نهاية الشهر من راتب لا يكفي لشراء قوت اليوم الواحد فما بال بالإيجار .
وأضاف : وضعي افضل من غيري بكثير رغم ان راتبي بسيط بالكاد استطيع تدبير اموري به ،فانا اعيش بمنزل والدي ، وهذا ساهم كثير من المصاريف على ايجار بيت ،فكيف الحال لأصحاب الدخل اليومي الذي يصطدم بالظروف في العيش في مكان يلم اسرته ويأويه .

” احلام محطمة “
هناك عشرات الأسر الذي شردت في الحرب وباتت بلا مأوى وأسر نازحه من مناطق مشتعلة فيها جبهات القتال والبعض الاخر جاء يبحث عن العمل والرزق والحياة الكريمة الذين لم يجدوها في مناطقهم لكن مرارة الواقع الحالي الذي تعيشه كثير من المحافظات اليمنية كمدينة عدن وبعض المدن المحررة، وعزوف الحكومة والمسؤولين في خارج البلد الذي لا يهمهم غير مصالحهم الضيقة ومصالح عائلتهم حتى وإن كانت على انقاض هياكل بدأت تبرز من الفقر والجوع والبطالة و تدهور الخدمات وبؤس المعيشة ، ومخلفات ازمات متكررة وعديدة داخل المجتمع ، لعل اهمها ازمة ارتفاع الايجار للمنازل الذي وصلت الى مبالغ خيالية غير منطقية حيث وصل سعر الشقة الواحدة ما بين 55 ـ 75 الف ريال كحد اقصى في حين يصل بعض الشقق في الاحياء السكنية المعروفة بين 100ـ 150 الف ريال شهريا مع عدم مراعاة املاك البيوت والشقق الاوضاع المالية للمواطنين .

يوضح توفيق ابو المهدي “56 ” عاما بانه بحث جاهدا عن منزل او شقة تجمع شمل عائلته المكونة من اربعة اولاد وزوجته بعد أن طردهم مالك الشقة الذي كان يعشيها فيها قبل ثمان سنوات حيث طلب مالك الشقة ضعف السعر السابق الذي كان يسدده نهاية الشهر وأعطاه مهلة للخروج من الشقة او اللجوء بتهديد القوة للخروج عنوه من المنزل بعد ان استئجار مالك المنزل طقم عسكري لطرده هو وعائلته، لم يجد توفيق امامه خيار الى اللجوء الى منزل والده لحين البحث عن ايجار مناسب لدخله ، بعد تفاجأه بارتفاع الايجارات واقبال بعض الناس عليها ، ما فاقم من المشكلة وجعله يشعر بالعجز امام عائلته .
ولافت توفيق بانه لازال يجري البحث عن شقة بتعاون مع مجموعة من اصدقائه ، مبنيا بانه يشعر بحالة من الاحباط عند رؤية منازل ضيقة وغير مناسبة للسكن وبسعر مرتفع .

” إيجارات بأسعار نار “
لم يختلف وضع الموظف ماجد الصغير “٣٤” حديث الزواج افضل حال من سابقيه ، فمنذ قام بعقد قرانه على زوجته قبل خمسة اشهر ويستعد حاليا لترتيب بيت الزوجية ، هو في رحلة مشقة حيث يواصل البحث عن شقة او منزل صغير ليسكنه مع زوجته ، لكنه فشل في العثور على مراده ، لان حالة المنازل المستأجرة الذي يذهب لرؤيته اسعارها نار تفوق قدرته وراتبه ، كجندي في إدارة خفر السواحل براتب 60 الف ريال .
وأشار ماجد إلى إنه يحاول البحث مع زوجة المستقبل عن منزل بسعر مناسب ومعقول يناسب دخله الشهري ، مع محاولته للبحث عن وظيفة الى جانب وظيفته تكون سندا له في تغلب امور المعيشية ، غير إنه يتفاجأ بالأسعار الذي تعرض عليه ، موضحا بان اسعار المنازل في مناطق سكنية بالمنصورة او الشيخ عثمان او صيرة اصبح من المستحيل الحصول عليها وان وجد كمناطق انماء والتقنية لا يوجد منازل شاغرة للإيجار فهي غالية نوعا ما ، ولا يمكنه مع بداية حياته إن ينفق ما يذخر في ظل الظروف الصعبة .

” تعاون وتكافل “
من خلال مفهوم علم الاقتصاد فأن تجارة وتأجير الشقق يكون حسب العرض والطلب ، هكذا توصف حالة الاستئجار في هذا الوضع الراهن بقوله المعيدة بكلية الاقتصاد صفاء خالد ،” فإن تجارة الشقق مثلها مثل أي سلعة في السوق محكومة بالعرض والطلب ، لكن الشقق المؤجرة يتم تأجيرها حسب السوق وحسب المزاج السائد في البلد .

وقالت : نلاحظ خلال هذه الفترة مع انهيار العملة هناك تأثيرات كبيرة على الوضع الاقتصادي والمعيشي ، فالارتفاع الاسعار شمل كل نواحي الحياة ، وأصحاب المنازل حالهم من حال البقية يرفع اسعار التأجير لمنزله لان البعض يعتمد عليها كدخل شهري والبعض الاخر لا يهمه الا مصلحته ، لافته ان حاجة الناس لهذه المنازل والايجار تدفع اصحاب ومالكي المنازل والشقق لطمع والجشع ، داعية الجهات الرسمية الى متابعة الوضع الاقتصادي الذي يتدهور والمؤشرات التي توحي الاستمرار نحو الاسوء ، كما دعت المالكين الى تلمس حاجة الناس والتعاون مع المستأجرين .

في حين تقول استاذة خدمات مجتمع بكلية الآداب الدكتور سميرة عبد الكريم ” إن الدين الاسلامي حثنا للتعاون والتكافل الاجتماعي ونهى عن الجشع في حالة الازمات كمثل الحالة الذي نعيشه الان ، ونهى عن استغلال وانتهاز المواقف وحاجة الناس ، موكده ان ذلك لا يجوز ويعتبر صورة من صور الاحتكار ، سوء احتكار السلع او مصالح الناس وتسييرها في غير موضعها .

وحثت الجميع الى التكافل في كافة الصور الذي تحمله معاني التكافل والتعاون رغم حالة الاحباط وعدم شعور الرضا الا إننا مطالبين بان يكون لنا دافع للاستمرار في العيش بهدف بناء المجتمع المتكامل مستشهده بقول الله عز وجل ” تعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان “، يجب علينا في هذا الظروف الصعبة الاستشعار بمعاناه الاخرين ومحاولة تخفيف معاناتهم وليس وزيادة معاناتهم .

شاهد أيضاً

انعقاد ندوة توعوية لمكافحة الظواهر السلبية بعدن

(عدن السبق)متابعات: عقدت في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم، ندوة توعوية حول مخاطر الظواهر السلبية التي …