العناوين

أدباء الجنوب يقيمون فعالية عن المشهد السردي الراهن بعدن

  عدن(عدن السبق)علاء عادل حنش:

نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب مساء يوم الأربعاء 18 سبتمبر / ايلول 2019م فعالية ثقافية تحت عنوان: “المشهد السردي الراهن في عدن” في مقر الاتحاد الكائن بحي أكتوبر في مديرية خور مكسر بالعاصمة الجنوبية عدن.

 

 

وشارك في الفعالية الثقافية أساتذة وأكاديميون مختصون بالنقد السردي وهم (الدكتورة أديبة البحري، أستاذ مساعد بجامعة عدن، ومختصة في القصة القصيرة، والدكتور عبد الله الوبر، مختص بالسرد والسيرة الذاتية – جامعة عدن)، فيما تغيب (الأستاذ محمد صالح العلياني، متخصص في الدراسات النقدية السردية – جامعة عدن).

 

– عدن مدينة ساردة

 

وبدأ الفعالية، التي كانت تحت شعار (بالسرد والنقد نقاوم الغزو والتطرف والإرهاب)، الشاعر والناقد الدكتور مبارك سالمين بالتغزل بمكانة مدينة عدن السردية.

 

 

وقال سالمين: “عدن بطبعها مدينةً ساردة، على الرغم من أن الإنتاج السردي في عدن ليس كثيرًا، وربما الشعر، لا سيما الشعر الغنائي، تُعد عدن منجمًا لهذا النوع من الإنتاج الأدبي”.

 

 

وأضاف: “عدن تُكتب اليوم سردًا، ولا أشكُ لحظةً بأن الجيل النامي من الساردين سينهضُ بمهمة تعزيز الحساسية السردية لأدباء هذه المدينة، ولا أشكُ لحظةً بأن جيل العشريات الأخيرة، كما لاحظت من المشاركين في شهر يوليو المنصرم، سينهضُ لكي يقربُ من عباءة التقليد والنمطية”.

 

 

وتابع: “المدينة التي تحتوينا هذا مساء مدينة ساردة، تكتب اليوم، وسيكتبها أهلها”.

 

 

واستطرد: “في الفترة الأخيرة قرأت ثلاثة روايات كلها تناولت عدن كمنجم للأحداث الرواية، وهذه الثلاث الروايات هي (ابنة سوسلوف لحبيب سروري، وبخور عدن لعلي المقري، الثأر لمحمد الورد)، وكلٍ منهم استخدم عدن في ظروف نص سردي معين مختلف عن الاخر”.

 

 

وأكمل: “بمعنى أن هذه المدينة، أو هكذا درج المفصفص النقدي على اعتبار أن المدينة بطبعها ساردة وليس شاعرة.. ربما الشعر صفة الصحراء، والشعر محدود الأغراض، بينما السرد منفتح على اغراضًا كثيرة من بينها الشعر، أي يمكن لك في نصًا سردي أن تكتب شعرا”.

 

 

وقال سالمين أن: “السارد يستطيع أن يرسم الشخوص، وأن يرسم الجسوم والكائنات وأن يتنبأ.. فحتى في عصر النهضة ظهرت سرديات كثيرة بعضها تكلمت عن الباخرة التي تنقل عباب البحر معتمدةً على البخار، ولم تكن أصلا في الواقع، كانت موجودة في نص سردي”.

وأضاف: “هناك علوم كثيرة استفادت من السرد، وعلى سبيل المثال (علم نفس المراهقة)”.

 

 

واختتم مبارك حديثه بالقول: “خلاصة القول أن عدن مخزون سردي، ونحن نراهن على جيل العشريات الأخيرة ان ينهض بدوره، وأن يقدم للعالم العربي وللعالم أجمع نصوصا رائعة”.

 

– دراسات تحليلية نقدية للنصوص

 

بعدها، بدأ النقاد في طرح دراسات توصيفية وتحليلية على اعمال القاصين الذين شاركوا في الصباحية القصصية التي اُقيمت في يوليو / تموز المنصرم، وهم كل من (القاصة سماح بادبيان، القاصة دعاء الأهدل، القاصة إيمان خالد، القاصة ريم وليد، القاصة اعياد عامر، القاص عوض القيسي، القاص والإعلامي منصور نور، القاص صالح العطفي).

 

 

وتوزعت محاور الفعالية، التي حضرها الاستاذ والشاعر شوقي شفيق، وامين عام اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الأستاذ بدر العرابي، ورئيس الدائرة الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد الدكتور عبده يحيى الدباني، وعدد من المهتمين بالأدب وفن القصة القصيرة، توزعت بين ثلاث دراسات تحليلية نقدية، سعت جميعها لتوصيف المشهد القصصي الراهن في عدن.

 

 

واستطاعت الدراسات التوصيفية والتحليلية ان تضع مقاربة نقدية وصفية لمستويات النصوص القصصية، بشكل من الدقة المستندة على المناهج النقدية.

 

 

وأفضت تلك المقاربة إلى محصلة مفادها :(وجود نصوص استطاعت ان تعلن عن حضور سردي مضطرد ومتواتر، يسعى إلى تأطير الرؤية الاجتماعية والسياسية للواقع الراهن، في قوالب قصصية محمولة عبر خطاب إبداعي متفاوت المستوى، لكنه يبشر بحراك إبداعي سردي مدفوع بضغط الواقع المضطرب).

 

 

وخلصت محصلة فحص ووصف المضامين القصصية إلى تنوع الهواجس القصصية بين (موضوع الإرهاب والتطرف)، ومدى إنعكاسه على المجتمع، و(الحرب واثرها على حياة الإنسان ومدى تقويضها لاستقرار الحياة في عدن وضواحيها)، و(مضامين اجتماعية لصيقة بالحياة اليومية).

 

– معالجة قضايا الناس ومشاكلهم

 

وفي البداية، قدمت د. أديبة البحري، أستاذ مساعد بجامعة عدن، ومختصة في القصة القصيرة دراسة نقدية سردية متكاملة عن بعض النصوص السردية.

 

 

وقالت البحري أن: “عند قراءة أي نص أدبي لا يمكن أن نقرأه إلا في إطاره الاجتماعي والإنساني بل والسياسي التي عاش ويعيش فيها الكاتب، وبالمجمل فأنه لا يمكن إخراج النصوص الإبداعية خارج هذا الإطار لأننا بذلك نقتلها ونضعها في غير موضعها”.

 

 

وأضافت: “ليس بخافي على أحد الحال التي نعيشها اليوم في ظل الظروف الصعبة ومتغيرات الواقع المضطربة والمتسارعة وما حدث ويحدث من حولنا (حرب وتدمير وتقتيل)، لهذا ليس بمقدورنا أن نغض الطرف عما يدور، وهذا ما لمسناه في موضوعات النصوص القصصية التي عالجت العديد من قضايا الناس ومشاكلهم”.

 

 

وتابعت: “وقبل الخوض في قصص المشاركين يجب أن نشير إلى أمر في غاية الأهمية، حيث لاحظنا من خلال قراءة غالبية النصوص القصصية، التي بين أيدينا، أن عدد من القصاصين قد وقعوا في المحظور الذي حذر منه نقاد القصة مرارا، في أن يتحول النص القصصي إلى مشروع خاطرة أو نثر أو شذرة أو انفعال، وهذا بالفعل ما برز جلياً في عدد من القصص، وهو الأمر الذي جعلها تفتقر لروح السرد والقص، ولكن هذا لا يعني خلو المشاركات من نصوص قصصية جيدة كشفت عن وعي منتجيها بأسرار السرد ومتعه، تجلى من خلال تقنياتهم التي وظفوها فيما يخدم موضوعاتهم وأفكارهم متجاوزين بذلك أفق التلقي والنقد والكتابة”.

 

 

واستطردت: “إذ يمكننا القول بكثير من الاطمئنان بأن أهم خصيصة في هذه القصص الجيدة هي التكثيف والاختزال في الأحداث واللغة والزمان المكان على نحو ما سيتم توضيحه”.

 

 

وقالت البحري أن: “بعد خصيصة التكثيف الملحوظة في النصوص يمكننا الوقوف على جانب الطرافة في هذه النصوص، إذ نلاحظ أن الكتاب (القصاصين) اختاروا تناول جوانب معينة في الحياة بنوع من الاشتغال الطريف غير المتداول، فأن يكون الجنون مثلا أمرا مفضلا أو مهربا في قصة (على قيد الجنون) للقاصة إيمان خالد مثلاً لا يمكن إلا أن يكون الأمر غير مألوف، حتما سيفجر في نفس المتلقي الدهشة، ويفتح أفق انتظاره على التأويل، فيسعى، نتيجة لذلك، إلى متابعة القراءة بكثير من الانتباه والتوقع”.

 

– ثلاث مستويات للقصص

 

بعدها، قدم الناقد الدكتور عبد الله الوبر، مختص بالسرد والسيرة الذاتية – جامعة عدن دراسات نقدية سردية متكاملة عن جميع النصوص السردية الستة عشر التي شاركت بالصباحية القصصية التي اُقيمت في يوليو / تموز المنصرم.

 

 

وصنف الوبر القصص الـ (16) في ثلاثة مستويات، حيث قال في أول تصنيف أن: “هناك قصص اهتمت بإبراز الحدث العام للقصة موظفة الأحداث الواقعية ولم تهتم بمنحة علامة مميزة تظهر أسلوب الكاتب”.

 

 

فيما أشار، في تصنيفه الثاني، إلى أن بعض “القصص مزجت بين الواقعي والتخييلي فاظهرت تمكن القاص من الطرح الإبداعي”.

 

 

وفي التصنيف الثالث، أكد الوبر أن هناك “قصص تمكنت من السرد التخييلي بأسلوب يوظف اللغة الشعرية ويمنح المتلقي قدرة على المشاركة في إعادة انتاج النص”.

 

 

وقدم الناقد الوبر دراسة نقدية سردية متكاملة عن جميع النصوص المشاركة جأت في أكثر من (17) صفحة.

 

 

وتطرق إلى ناحية اكتمال اركان القصة، واللغة السردية وتماسكها في القصص، بالإضافة إلى فكرة القصة، والرسائل التي تضمنتها كل قصة.

 

 

وتحدث الوبر عن النصوص التي امتازت باللغة الشعرية والتوظيفات البلاغية، وعن تلك النصوص التي لم تهتم بتنامي الحبك.
وقال أن: “هناك بعض نصوص سردية برز جماليتها في التوظيف التقابلي”.

 

 

وتطرق الناقد الوبر إلى غموض رمزية بعض القصص، وإلى تقليدية بعضها في طريقة تناول الحدث واللغة السردية، بالإضافة إلى الأسلوب الذي استخدمه بعض الروائيين في قصصهم، إلى جانب تلك القصص التي لم تهتم بإبراز الحدث.

 

 

وأشار إلى أن بعض النصوص وجد فيها بعض الأخطاء الإملائية والطباعية، وبعضها يتطلب إعادة تنسيق في إخراجها الطباعي.

 

– مداخلات

 

وشهدت الفعالية الثقافية، التي نسق لها القاص والكاتب والناقد عوض القيسي، بعض المداخلات أشادت في مجملها بالمستوى الذي وصل إليه القاص الجنوبي، فيما بعض المداخلات انتقدت عدم تضمن بعض النصوص السردية لما جاء في شعار الفعالية، والذي يتحدث عن كيفية مقاومة الغزو والتطرف والإرهاب بالسرد والنقد.

شاهد أيضاً

مؤسسة الهجرة توزع أكثر من 200 كسوة عيد لعمال النظافة وتقيم لهم إفطار جماعي وتستهدف اللجان المجتمعية بالمنصورة بـ 70 سلة غذائية

بالتنسيق مع اللجان المجتمعية بمديرية المنصورة وضمن أعمال الحملة الرمضانية العاشرة ، نفذت مؤسسة الهجرة الخيرية للتنمية توزيع 200 كسوة عيد